سورة النور - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسّكم} لأصابكم {فيما أفضتم} خضتم {فيه} من الإفك {عذاب عظيم}.
{إذ تلقونه بألسنتكم} تأخذونه ويرويه بعضكم عن بعض {وتحسبونه هيناً} وتظنُّونه سهلاً، وهو كبيرٌ عند الله سبحانه.
{ولولا} هلاَّ {إذ سمعتموه} سمعتم هذا الكذب {قلتم ما يكون لنا أن نتكلَّم بهذا سبحانك} تعجُّباً من هذا الكذب {هذا بهتان} كذبٌ نتحيَّر من عظمه، والمعنى: هلا أنكرتموه وصنتم ألسنتكم عن الخوض فيه؟.
{يعظكم الله أن تعودوا} كراهة أن تعودوا لمثل هذا الإِفك أبداً.


{إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} يفشوَ الزِّنا {في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ} وهم المنافقون كانوا يشيعون هذا الكذب، ويطلبون العيب للمؤمنين، وأن يكثر فيهم الزِّنا.
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته} لعجَّل لكم الذي تستحقُّونه من العقوبة.
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى} ما صلح وطهر من هذا الذَّنب أحد {منكم} يعني: من الذين خاضوا فيه {ولكنَّ الله يزكي مَنْ يشاء} يُطهِّر مَنْ يشاء من الإِثم والذَّنب بالرَّحمة والمغفرة.
{ولا يأتل} ولا يحلف {أولو الفضل منكم والسعة} يعني أبا بكر الصديق رضي الله عنه {أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله} يعني: مسطحاً، وكان مسكيناً مهاجراً وكان ابن خالة أبي بكر، وكان قد حلف أن لا ينفق عليه ولا يُؤتيه شيئاً. {وليعفوا وليصفحوا} عنهم لخوضهم في حديث عائشة {ألا تحبون أن يغفر الله لكم} فلمَّا نزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق: بلى، أنا أحبُّ أن يغفر الله لي، ورَجَع إلى مسطح بنفقته التي كان ينفق عليه.
{إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات} عن الفواحش، كغفلة عائشة رضي الله عنها عمَّا قذفت به {لعنوا} عُذِّبوا {في الدنيا} بالجلد {و} في {الآخرة} بالنَّار.
{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} وقوله: {يوفيهم الله دينهم الحق} أي: جزاءهم الواجب {ويعلمون أنَّ الله هو الحق المبين} لأنَّه قد بيَّن لهم حقيقة ما كان يعدهم به في الدُّنيا.
{الخبيثات} من القول. وقيل: من النِّساء {للخبيثين} من الرِّجال {والخبيثون} من النَّاس {للخبيثات} من القول. وقيل: من النِّساء {والطيبات} من القول.
وقيل: من النِّساء {للطيبين} من النَّاس {والطيبون} من النَّاس {للطيبات} من القول. وقيل: من النَّاس. {أولئك} يعني: عائشة وصفوان {مبرَّؤون مما يقولون} يقوله أهل الخبث والقاذفون.
{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا} تستأذنوا {وتسلموا على أهلها} وهو أن يقول: السَّلام عليكم، أَأَدخلُ؟
{فإن لم تجدوا فيها} في البيوت {أحداً} يأذن لكم في دخولها {فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا} انصرفوا {فارجعوا} ولا تقفوا على أبوابهم {هو} أي: الرُّجوع {أزكى لكم} أطهر لكم وأصلح، فلمَّا نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في الطَّريق ليس فيها ساكن؟ فأنزل الله سبحانه: {ليس علكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة} بغير استئذانٍ {فيها متاع} منفعةٌ {لكم} في قضاء حاجةٍ، أو نزولٍ وغيره.
{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} يكفُّوها عن النَّظر إلى ما لا يحلُّ {ويحفظوا فروجهم} عن مَنْ لا يحلُّ. وقيل: يستروها حتى لا تظهر.


{ولا يبدين زينتهنَّ} يعني: الخلخالين، والقُرطين، والقلائد، والدَّماليج، ونحوها ممَّا يخفى {إلاَّ ما ظهر منها} وهو الثِّياب، والكحل، والخاتم والخضاب، والسِّوار، فلا يجوز للمرأة أن تظهر إلاَّ وجهها ويديها إلى نصف الذِّراع {وليضربن بخمرهنَّ} وليلقين مقانعهنَّ {على جيوبهنَّ} ليسترن بذلك شعورهنَّ وقرطهنَّ وأعناقهنَّ {ولا يبدين زينتهن} يعني: الزِّنية الخفيَّة لا الظَّاهرة {إلاَّ لبعولتهن} أزواجهنَّ. وقوله: {أو نسائهنَّ} يعني: النِّساء المؤمنات، فلا يحلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ أن تتجرَّد بين يدي امرأةٍ مشركةٍ إلاَّ إذا كانت المشركة مملوكةً لها، وهو قوله: {أو ما ملكت أيمانهن أوالتابعين غير أولي الإربة من الرجال} يعني: الذين يتَّبعون النِّساء يخدمونهنَّ ليصيبوا شيئاً، ولا حاجة لهم فيهنَّ، كالخصيِّ والخنثى، والشَّيخ الهَرِم، والأحمق العنِّين {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} لم يقووا عليها {ولا يضربن بأرجلهنَّ ليعلم ما يخفين من زينتهنَّ} أَيْ: لا يضربن بإحدى الرِّجلين على الأخرى ليصيب الخلخالُ الخلخالَ فيعلم أنَّ عليها خلخالين، فإنَّ ذلك يحرِّك من الشَّهوة {وتوبوا إلى الله جميعاً} راجعوا طاعة الله سبحانه فيما أمركم ونهاكم عنه من الآداب المذكورة في هذه السُّورة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5